مدونة المصلي >> أحكام فقهية

حكم الصوم بعد منتصف شعبان

حكم الصوم بعد منتصف شعبان
2024‏/03‏/10
71٬860

 

حكم الصيام بعد منتصف شعبان

 

جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شعبان، وكذلك ورد أنه نهى عن الصيام إذا انتصف شهر شعبان، فكيف يمكن الجمع بين الحديثين، ولماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان؟!

 

فقد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا». سنن أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) بسند صحيح.

 

وفيه دلالة على النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر.

 

حكم الصيام بعد النصف الثاني من شعبان

لكن ورد عن النبي ﷺ ما يدل على جواز الصيام مطلقًا في شهر شعبان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ» . صحيح البخاري (1914) ومسلم (1082).

 

وفيه دلالة على أن الصيام بعد منتصف شعبان جائز لمن كان معتاد الصيام كل شهر، كمن يصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، أو من يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو من يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ونحو ذلك.

 

وأيضًا ورد عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلاً». صحيح البخاري (1970) ومسلم (1156) واللفظ له.

 

قال النووي: "كُلّه" أَيْ غَالِبُهُ، أي كان يصوم غالب أيام شعبان.

 

وفيه أيضًا دلالة على جواز الصيام بعد منتصف شعبان، ولكن لمن كان يصوم قبل انتصاف الشهر.

 

لذا ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الصيام بعد نصف شعبان، وقالوا أن المراد بحديث النهي عن صيام النصف الثاني من شعبان، هو النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف الثاني من شعبان، أما من صام أكثر الشهر فقد أصاب السنة.

 

حكم صيام النصف من شعبان منفردًا:

 

من خلال الأدلة السابقة يتضح أنه لا يجوز إفراد النصف من شعبان بصيام أو بأي طاعة، فلا يجوز صيام النصف من شعبان، أي يوم النصف من شعبان، إلا إذا وافق عادة له، كمن يصوم الإثنين والخميس، فوافق يوم النصف أحداهما، فهنا لا شيء فيه، ولكن تخصيص هذا اليوم بصيام مخصوص أو عبادة مخصوصة، فلم يرد عن النبي ﷺ.

حكم صوم يوم الشك 
صومه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبِّيَ (أي خفي) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.  رواه البخاري (1909).

وقال عمار بن ياسر من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي 553.

قال الحافظ ابن حجر: استُدل به على تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبيل المرفوع.

قال علماء اللجنة الدائمة عن يوم الشك : "دلت السنة على تحريم صومه." فتاوى اللجنة 10/117

وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك: "وأصح هذه الأقوال هو التحريم، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم هذا اليوم وأمر الناس بصومه فإنه لا ينابذ وتحصل عدم منابذته بألا يُظهر الإنسان فطره، وإنما يُفطر سراً." الشرح الممتع 6/318.

شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على حكم صيام النصف من شعبان منفردا، وعلى حكم صيام النصف من شعبان وما بعده.

 

المصادر:

 

المجموع للنووي (6/399-400).

 

فتح الباري (4/129) .

 

رياض الصالحين (ص : 412).

 

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/385) .

 

شرح رياض الصالحين (3/394) لابن عثيمين.

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة